2016-9-29
View :1891

تقرير: ضياء الاسدي


برعاية كريمة من لدن الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وتحت شعار (متوحدون بحب الحسين «عليه السلام») شهدت قاعة سيد الاوصياء «عليه السلام» في الحائر الحسيني اقامة حفل تخرج (30) طفلاً من الدورة الرابعة لتلاميذ معهد الامام الحسين (عليه السلام) للتوحد. وبهدف بيان مديات تحسن التلاميذ المتوحدين ومشاركتهم الفرحة بيوم تخرجهم وانتقالهم الى المدارس الاكاديمية.
وفي كلمة توجه فيها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بالشكر الجزيل والثناء الوافر للأخوات مديرة معهد الامام الحسين (عليه السلام) للتوحد والاخوات المعلمات على الجهود الكبيرة والنوعية المتميزة، بالأخذ بأيدي هؤلاء الاطفال للوصول ان شاء الله للمرتبة التي يمكن الوصول اليها من تأهيل هؤلاء الاطفال ليكونوا افراداً ناشطين في المجتمع.
وذكر سماحته محورين، مشيرا فيهما الى شعار الاحتفال في المحور الاول، وهو في فرحة غامرة لمشاركته حفل خريجي معهد الإمام الحسين (عليه السلام) للتوحد، قائلا: «العبارة المكتوبة على الشاشة: (متوحدون بحب الحسين (عليه السلام))، هي عبارة جميلة وكبيرة في معانيها ونرجو ان تتحول الى واقع، ودعا سماحته لتحقيق هذه المقولة بتضافر الجهود ابتداءً من الاخت مديرة المعهد والمعلمات والاخوة اعضاء الهيئة التعليمية وكذلك ارباب الاسر لهؤلاء الاطفال وربات الاسر».
وتابع سماحته «لنبدأ بحب الحسين (عليه السلام) في العمل وصولا الى الهدف، ولاشك ان الاخوات يبذلن جهوداً شاقة وكبيرة في هذا المجال لأن الطفل الذي قادر الله سبحانه وتعالى ان يبتلي عائلته في هذه الحالة، فتعليمه وتأهيله وتدريبه لكي يستطيع أن يتعلم ليس امراً سهلاً، انما هو انقاذ لحياة انسان، وانا اود ان اتكلم مع الاخوات حتى يواصلن هذه الهمة وهذا الاندفاع في تأهيل هؤلاء الاطفال ويكون هذا التعليم والتأهيل هو بمثابة انقاذ لحياة انسان لأن هذا الانسان حينما يبقى على حالته المرضية التي ابتلي بها فأنه لا يكون له تأثير وقابلية في المجتمع حتى بالنسبة الى اهله ربما يكون متعباً لذلك تأتي الجهود وهذه الجهود الشاقة والكبيرة لتأهيله هو بمثابة انقاذ حياة انسان، والطفل الذي يكبر لا يتمكن ان يمارس فعالياته بالحياة مقارنة بالإنسان العادي ربما هو شبه ميت؛ لذلك بذل الجهود خلال هذه السنوات وايصالهم الى مرحلة ولو لمرتبة لمراتب القدرة على التعلم هو انقاذ لحياة هذا الانسان».
واوضح «لا شك ان مثل هذا العمل له ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى ومن هنا نأمل من الاخوات ان يأخذن بنظر الاعتبار مسألة رضا الله سبحانه وتعالى والاجر وثواب على هذا الجهد الشاق حيث نحن اطلعنا وانتم اطلعتم لقضية التأهيل متعبة وشاقة وتحتاج الكثير من التحمل للحالات المختلفة للأطفال كون كل طفل له حالة مختلفة عن الاخر والتحمل والصبر ومواصلة التعليم والتأهيل تحتاج الى عملية شاقة جداً مقابل ذلك هو فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث الشريف (افضل الاعمال احمزها) واحمزها هو اكثرها مشقة وكلما كان العمل فيه مشقة اكثر كلما كان الاجر والثواب اعظم لذلك نحن نذكر الاخوات في هذه المعاهد انه كلما كان تحملهم وجهدهم اكبر واوصلوا هؤلاء التلاميذ الى مرحلة التأهيل والتعليم يكون ثواب ذلك واجره عند الله افضل ولهم منا كل الشكر والتقدير على هذه الجهود».
وتوجه سماحته في المحور الثاني الى الاباء والامهات قائلا: «نحن ندرك تماماً ونعيش هذه الحالة في كم هي معاناة الاب والام مع امثال هؤلاء الاطفال ولكن هذا قضاء من الله تعالى وقدر وان الله سبحانه وتعالى قدر ان يكون هذا الطفل بهذه الحالة وابتلاء للأب والام في مدى تحملهم في مثل هذه الحالة الابتلائية؛ لذلك نأمل من الاباء والامهات بأن يكونوا اكثر التصاقاً من الطفل، واكثر قرباً منه وتواصلاً، فهو بطبيعة الحال يلجأ الى الام اكثر من الاب لتحقيق احتياجاته، ونأمل من الامهات ان يكن اكثر تحملاً وصبراً لهؤلاء الاطفال».
ووجه الشيخ الكربلائي بضرورة تواصل الاباء والامهات مع ادارة المعهد لتأهيل الطلبة وبيان كيفية التعامل مع الطفل وما هو السلوك الذي يتبع مع ابنائهم وبناتهم».
ونوه سماحته تربويا عن بعض الافعال التي قد تهدم دون قصد، لعدم معرفة الخطوات الصحيحة في متابعة ورعاية طفل التوحد، وليكون تعاون الام مع ادارة المعهد تقوم بتقدم اسرع للطفل بالوصول الى المستوى المطلوب، هذا ولابد ان يكون هناك شيء من الصبر والمقاومة حتى يمكن ان يتأهل هذا الطفل ولو بمقدار معين ويكون افضل من الحالة التي هو فيها.
وأشار سماحة المتولي الشرعي الى أن «تأهيل المجتمع في الدول المتقدمة لا يقتصر على الاب والام وادارة المعهد وانما على المجتمع ذاته، لكيفية معرفة تعامل العائلة مع الطفل»..
الجدير بالذكر ان حفل التخرج شهد العديد من الفعاليات ابرزها عرض فلم وثائقي بين مدى تحسن الاطفال بداية دخولهم للمعهد مقارنةً بالحالة التي يعيشونها في الوقت الحاضر، فضلاً عن ابراز المواهب لخريجي المعهد بينهم الرسام والخطاط.