2016-9-30
View :2742


بقلم / زينبية المنهج
لماذا نحيي في كل عام شعائر الإسلام في ذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)؟.. ولماذا تتجدد هذه الذكرى مع مرور السنين وتتسع كل عام وبأفاق جديدة هذا السؤال دائما يطرح من قبل المشككين بالشعائر؟
الجواب: هو لأن الأمام الحسين (عليه السلام) ليس شخصا بل هو قضية وقيمة ومدرسة ومنهج ومسيرة.لذلك عندما نقوم بهذه الشعائر هو تجسيد لمدرسة الحسين (عليه السلام) التي هي مدرسة القيم والتقوى وقد جاء في الحديث المروي عن الامام الصادق (عليه السلام) (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) أذن أحياؤنا لعاشوراء لم يأت من فراغ بل يستند الى أسس وقواعد رصينة ورؤية شرعية وفقهية وضعها لنا أئمتنا الأطهار وهو استجابة لنداء الأئمة والاقتداء بسيرتهم والسير على نهجهم النير ثانيا- كيف نحيي هذه الشعائر أن طريقة أداء الشعائر الحسينية وإقامة مجالس العزاء لها دور أساسي في إيصال رسالة الحسين (عليه السلام) للأجيال بل أظهار عظمة الثورة الحسينية ومبادئها السامية وقيمها ومثلها العليا ولكن يتوقف هذا بشكل كبير على طريقة طرحها للعالم وللأجيال حيث ينبغي أن تكون بطريقة مثلى وحضارية ومدروسة وهادفة لا تشوبها شائبة أو مثلبة بحيث أن نكون حريصين كل الحرص على أعطاء الصورة الناصعة التي تجسد فعلا تلك الملحمة الخالدة ومن هذه الشعائر العظيمة : 1 البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) البكاء على مصاب الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار من أهم الشعائر التى تغسل القلوب من الأدران والأوساخ وتحلق بالإنسان الى عالم الملكوت والنور وقد وضح ذلك في عدة مصادر ومنها الحديثة المعتبرة مثل كتاب كامل الزيارات مسنداً ما مضمونه كما أورده الفقيه الجليل الشيخ محمد حسن النجفي في كتابه الفقهي الاستدلالي (جواهر الكلام في أحكام الحلال والحرام)، أن مولانا الصادق عليه السلام كان إذ هل هلال عاشوراء اشتد حزنه، وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (عليه السلام)، والناس يأتون إليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين (عليه السلام)، ويبكون وينوحون معه على مصاب الحسين (عليه السلام) ثم يقول عليه السلام: أعلموا أن الحسين عليه السلام حي عند ربه يرزق من حيث يشاء، وهو ينظر الى معسكره ومصرعه، ومن حل فيه من الشهداء، وينظر الى زواره والباكين والمقيمين العزاء عليه، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة. وأنه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له، ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه أن يستغفروا للباكين على مصابه والمقيمين العزاء عليه، ويقول: لو يعلم زائري والباكي عليّ ماله من الأجر عند الله تعالى لكان فرحه أكثر من جزعه. وأن زائري والباكي علي لينقلب إلى أهله مسرورا وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب، وصار كيوم ولدته أمه. والدمعة تلين القلب ..والدمعة على اهل البيت (عليهم السلام) تلين القلب أكثر وبالتالي يتجه القلب أكثر فأكثر نحو من بكى عليه فتغذي النفس بأفكارهم ومبادئهم فتكون الدمعة فكرا ومبدءا والإمام الحسين (عليه السلام) هو عبرة وعبرة ومن خواص الدمع الجاري في عزاء الأمام الحسين (عليه السلام) وهي خمس الروايات : 1_أنها أحب القطرات الى الله 2_ان قطرة منها لو سقطت في جهنم لأطفأت حرها 3_ أن الملائكة لتلقى تلك الدموع وتجمعها في قارورة 4_أنها تدفع الى خزنة الجنان فيمزجونها بماء الحيوان الذي هو في الجنة فيزيد في عذوبته الف ضعف 5_ أنه لا تقدير لثوابها فكل شيء له تقدير إلا أجر الدمعة.