2017-9-10
View :2535

الاحرار : قاسم عبد الهادي              عدسة : صلاح السباح


 مركز الامام الحسين «عليه السلام» لعلاج الاورام السرطانية هو من المراكز التي انشئت حديثا والتابعة لدائرة صحة محافظة كربلاء وتحديدا عام 2012 تم افتتاحه نتيجة للمعاناة الكبيرة للمرضى المصابين بالأورام والذين يضطرون للسفر الى المحافظات الاخرى او خارج البلد للحصول على العلاج الكيمياوي.
يضم المركز بنايتين تتكونان من طابقين، الطابق العلوي خاص بأورام الاطفال(من الولادة الى حد عمر 15 سنة)، والطابق الارضي خاص بأورام الرجال، وان النقاط الاساسية للعلاج هي الجراحة (الاستئصال الجراحي)ثم العلاج الكيمياوي ثم العلاج الاشعاعي لبعض الاورام وحسب الحاجة للعلاج الاشعاعي، والتي يتم تقديمها من خلال هذا المركز الذي منح الأمل للبعض بالشفاء والعودة للحياة الطبيعية.


احتواء المرضى


الدكتور كرار الموسوي


وقد تحدث مدير مركز الامام الحسين «عليه السلام» لعلاج الاورام السرطانية الدكتور كرار الموسوي قائلا: 


من خلال هذا المركز استطعنا استيعاب جميع مرضى الاورام في محافظة كربلاء اضافة الى سمعته الطيبة والتسهيلات التي يقدمها لذلك كثرة عدد المراجعين لمرضى الاورام على هذا المركز من داخل وخارج المحافظة، ومن خلال الاحصائيات فان نسبة (40% الى 45%)من المراجعين هم من خارج المحافظة سواء كانوا من بغداد او النجف والكوت والديوانية اضافة الى باقي المحافظات الجنوبية وكذلك من الرمادي او الموصل وغيرها من المحافظات، فاصبح الاقبال كبيراً جدا على المركز الذي يتميز بان بنايته تتكون من طابقين، الطابق العلوي خاص بأورام الاطفال(من الولادة الى حد عمر خمسة عشر سنة)وهو اختصاص نادر جدا وموجود فقط في بغداد وكربلاء والبصرة، والطابق الارضي خاص بأورام الرجال والذي سجلنا فيه اعداداً كبيرة جدا من المصابين.
كوادر طبية متخصصة
المركز يحتوي على سبعة أخصائيين يعالجون المرضى اضافة الى وجود مختبر متكامل وصيدلية لحمل العلاج اضافة الى الكادر الطبي الكامل العدد الذي يقوم بخدمة المرضى على مدار الـ (24)ساعة، وانه يستقبل اي شخص يثبت من خلال التشخيص وجود مرض سرطاني حتى وان كانت بدون احالة فيتم استقباله وفتح فايل له بدون الاجراءات او الفحوصات اللازمة ويباشر بأخذ العلاج تحت اشرافنا.
صعوبات ومعوقات
ويضيف الموسوي، من المشاكل المعقدة التي تواجهنا وتواجه المريض وتشكل عبئاً كبيراً عليه هو عدم توفر الجرع الكيمياوية وهي المشكلة الكبرى التي نعاني منها بشكل مستمر وهي مشكلة على مستوى العراق بسبب الازمة المالية العاصفة بالبلد والتي انعكست سلبا على الادوية الكيمياوية، وقبل سنتين او ثلاثِ سنوات كان وضع العلاج الكيمياوي افضل بكثير لتوفره بنسبة (80% الى 90%)، ويجب على الحكومة المركزية ايجاد طرق الحل للقضاء على هذه المشكلة لان الادوية (الجرع الكيمياوية)جدا غالية ويجب ان تكون من مصادر اصلية، وفي بعض الاحيان نعتمد على التبرعات من الاهالي والعتبات المقدسة والمنظمات الخيرية ولكن هذه التبرعات لا تسدّ النقص الحاصل والكبير لدينا في الادوية، وفي حال توفر المبالغ فإننا نعاني من صعوبات ايضا بعدم توفر العلاج الاصلي الذي يجب ان يستورد من قبل الحكومة المركزية ووازرة الصحة حصرا، وفي بعض الاحيان نفكر بعدم استقبال المرضى من خارج المحافظة لجعل الادوية كافية للعلاج ولكن في الوقت نفسه نتراجع عن تفكيرنا لأننا ابناء بلد واحد ويجب علينا ان نتكاتف بشكل كبير.
فوائد الجرع الكيمياوية
وبالنسبة للجرع الكيمياوية كما يبين الموسوي، فأنها لا تعطى لجميع الاشخاص المصابين بالأورام السرطانية بل تعطى للمريض حسب نوع المرض وحسب المرحلة، وللجرع الكيمياوية عدة اهداف ومنها ان بعض المرضى يتم اكتشاف مرضهم في المراحل الاولى منه فيكون هنا دور العلاج الكيمياوي للحصول على الشفاء التام وفي حال وجود خلايا للمرض لا ترى من خلال الفحوصات فان دور الجرع الكيمياوية هو للقضاء عليها وبالتالي نحصل على نسبة كبيرة من الشفاء، وبعض الاشخاص يأتون الى المركز من خلال مراحل متأخرة من الاصابة وتسمى (المرحلة الرابعة) حيث يكون المرض منتشراً في جسم الشخص وفي هذه الحالة لا يوجد امل للشفاء ولكن دور العلاج الكيمياوي يكون هنا بتحديد المرض ويقلل من انتشاره ويحسن من وضع المرض واطالة العمر من الناحية الطبية لان المريض في هذه الحالة اذا لم يتناول العلاج الكيمياوي فان عمره لن يتجاوز الاشهر المعدودات (اقل من ستة اشهر)، ويتم اعطاء الجرع الكيمياوية حسب نوع المرض، فبالنسبة لسرطان الانسجة الرخوة دائما يكون مقاوماً للعلاج وفيه نسبة استجابة 30% للعلاج الكيمياوي وفي هذه الحالة نحاول اعطاء العلاج للمريض؛ عسى أن نحصل على الاستجابة، وهناك امراض تصل نسبة الاستجابة فيها الى 80% لذلك فان هذا المرض ليس تشخيصاً واحداً ويطبق على جميع انواع المرض لان كل نوع هو مرض بحد ذاته ويختلف عن النوع الاخر وله علاج خاص به، فسرطان الثدي يختلف عن سرطان القولون والاثنان يختلفان عن سرطان المعدة ولكل منهم اجراءات خاصة به.
مراحل العلاج
ويتابع الموسوي حديثه، بشكل عام فان النقاط الاساسية بالعلاج هو الجراحة (الاستئصال الجراحي) ثم العلاج الكيمياوي ثم العلاج الاشعاعي في بعض الاورام وحسب الحاجة للعلاج الاشعاعي، وبالنسبة للعلاج الكيماوي فانه انواع ومنه على شكل حبوب تأخذ عن طريق الفم وهذا النوع قليل فغالبية العلاج يكون على شكل ابر (فيالات) يتم حلها في المغذي واعطائها عن طريق الوريد، ولدينا كادر متخصص من الصيادلة تم تدريبهم على ذلك، وتناول العلاج يختلف من مريض الى اخر حسب نوع المرض والمرحلة فهناك علاج يتم اعطاؤه للمريض خلال عشر دقائق وهناك نوع اخر بنصف ساعة واخر يتم تناوله خلال ساعة، واغلب العلاجات يتم اعطاؤها للمريض مرة واحدة خلال ثلاثة اسابيع وهناك علاج اسبوعي وهناك علاج يؤخذ مع المغذي بشكل مستمر خلال 48 ساعة او خلال خمسة ايام ونوع من العلاج يستمر لمدة يومين، وفي اغلب الامور يتم العودة لتناول العلاج كل ثلاثة اسابيع.
نسب الشفاء
بصورة عامة تكون نسبة الشفاء مرتفعة والنتائج جيدة في حال تشخيص المرض وعلاجه في المراحل الابتدائية منه، واكثر من 60% من المراجعين الذين اكتشفوا المرض بمراحله الاولية تم شفاؤهم نهائيا، اما اكتشاف المرض في مراحله المتأخرة فلا يمكن ان نحصل على شفاء تام وفي جميع دول العالم المتطورة، وبالنسبة لأعراض المرض فيكون حسب المكان الذي ينشأ منه السرطان في الجسم، فأعراض سرطان الرئة يختلف عن اعراض سرطان القولون مثلا ولكل منهم اعراض معينة فالأشخاص المدخنون يخرج منهم بلغم يحتوي على نسب من الدم وهي علامة خطرة وتحتاج الى مراجعة اضافة الى التقيؤ الدموي فهو علامة خطرة ايضا اضافة الى خروج الدم مع الخروج اضافة الى الانخفاض بالوزن وشحوب بالوجه والانتفاخ بالبطن وغيرها وحسب عمر الشخص المصاب.


 



 


طفل يعاني من المرض وينتظر تحسن حالته الصحية


وتحدث المواطن جاسم كاظم «والد الطفل المصاب حيدر» من اهالي الحمزة الغربي قائلا: تعرض ولدي حيدر الى ورم مفاجئ في البطن استمر لعدة ايام ومن خلال ذلك قمنا بإجراء عملية ازالة جزء من الامعاء في محافظة بابل قبل خمسة اشهر تقريبا، ومن ثم التردد على مركز الاورام في محافظة كربلاء المقدسة لأخذ العلاج الكيمياوي لمدة خمسة ايام تواليا في كل اسبوعين وفي بعض الاحيان نقيم في المركز لمدة عشرين يوميا تقريبا، لاخذ العلاج الكيمياوي والذي ادى الى تساقط شعره بشكل مستمر وصولا الى الصلع وعكس ذلك بدأت الحالة الصحية بالتحسن شيئا فشيئاً بفضل الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الكوادر الصحية في المركز.



عشر سنوات من العلاج بدون فائدة
فيما قال المواطن نجم عبيد من محافظة كربلاء المقدسة: اعاني منذ عام 2007 من مرض السرطان في المثانة من خلال الاعراض التي بدأت تظهر تدريجيا والمتمثلة بقطرات الدم التي تخرج مع (البول) ومن خلال المراجعات المستمرة تم اكتشاف المرض واحالتي الى الاشعاع وبعدها قمت بإجراء العملية الخاصة، وخلال هذه الفترة التي تجاوزت 10 سنوات قمت بمراحل علاج مختلفة منها في دولة ايران الاسلامية وبغداد والنجف وكربلاء ولم اصل الى اية مرحلة بالتحسن مجرد تهدئة الالام بعض الشيء، وفي السابق كنت اتناول الجرع الكيمياوية لمة سنة كاملة ولكن حصل نزيف قوي لم يستطيع الاطباء السيطرة عليه فتم توقف الجرع الكيماوية، وحاليا مستمر على علاج خاص بشكل يومي، واشكر الكادر الطبي المتواجد في هذا المركز من الاطباء والممرضين لحسن تعاملهم معنا واقامتهم بالواجب على افضل حال.



طفل لم يستجب للعلاج وفارق الحياة
اخر المتحدثين هو زميلنا، زيد علي عبد الكاظم والد الطفل (علي) الذي تعرض الى اورام سرطانية وبسببها فارق الحياة قائلا: كان ولدي «رحمه الله» والذي لم يتجاوز عمره السنتين مصابا بمرض السرطان وبعد مراجعتي لأطباء الجملة العصبية وعلمت ان حالته متدهورة جدا بحيث لا يستطيعون اخذ عينة منه لان السرطان منتشر بجميع انحاء المخ والنخاع الشوكي حيث ذهبت الى مركز الامام الحسين «عليه السلام» للأورام السرطانية وبعد اطلاع الطبيب المختص على حالته اخبرني انه من الحالات الميؤوس منها وبالرغم من ذلك ادخله المستشفى واعطاه الجرعة الكيمياوية والعلاجات اللازمة وبالرغم من قلة الامكانيات الطبية، حيث ان هذه العلاجات غير متوفرة في المركز ولكن الطبيب هو الذي يجلبها مجانا من متبرعين او من جيبه الخاص في بعض الحالات واعطائها لمن يعاني من اورام سرطانية، ومن خلال ذلك لمست الانسانية والاخلاص في العمل من قبل الكوادر الطبية التي وقفت مع جميع المرضى وقدمت لهم ما يحتاجونه من العلاج والجرع الكيمياوية بحيث ان قسم منهم استجاب وكانت النتائج ايجابية له اما القسم الاخر فلم يستجب للعلاج لانتشار المرض وسريانه في الجسم وبهذه الحالة يكون العلاج بمثابة المسكن للآلام، ورغم ان ولدي لم يستجب للعلاج وفارق الحياة الى جوار ربه الا انني اقدم وافر شكري وتقديري للكوادر الطبية في المركز لحسن معاملتهم معنا وتقديمهم كل الجهود الانسانية واخص بالذكر منهم (الدكتور اسامة احمد، الدكتورة كوثر، الممرض السيد ضياء، الممرض ابو مالك).
ارشادات عامة
يجبُ الاخذ بها
ومن خلال ذلك ولتجنب الاصابة بأمراض السرطان يجب غسل اليدين بالصابون والمطهرات قبل الاكل وبعده وبعد الخروج من الصحيات، والتأكد من نظافة المناطق الحساسة لديك،  والاهتمام بالنظافة بعد الدورة الشهرية بالنسبة للنساء، وتجنب اشعة الشمس المباشرة وارتداء الملابس العريضة والمريحة، فضلا عن استعمال الكفوف البلاستيكية في العمل اليدوي او غسل الصحون والاطباق، وتعقيم الجروح مباشرة وتجنب اللعب بها وكذلك تجنب اللعب بالحبوب المنتشرة في الجسم، تجنب والاختلاط مع الاشخاص المصابين بالأنفلونزا او اي نوع من الالتهابات، تجنب المناطق المزدحمة.