2014-5-12
View :344

تناول ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي في خُطبته الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 11 /جمادي الآخر  /1435هـ  الموافق 11/4/2014م  أمرين استهلهما بما يلي:



الأمر الاول :



حول موضوع الانتخابات طبعاً هذا التنافس على خدمة البلد لا شك انه امر صحي، ولو سألنا كل واحد لماذا رشّحت؟ فإذا كانت الغاية والنيّة خدمة البلد لاشك ان هذا أمر صحي .. معنى ذلك ان هناك كمية كبيرة من الناس تريد ان تخدم البلد،



كثير من الاخوة حقيقة يسألون .. من ننتخب ؟



أحب أن أعرّج على أشياء:



اولا ً: اُنبئنا ان هناك بعض المؤسسات والدوائر تحاول ان تضغط على بعض الناخبين على خلاف ارادتهم..



نحن نريد قناعة الناخب، لكن على ان لا يمارس عليه ضغطا .. باتجاه الجهة الفلانية والشخص الفلاني.



والناخب الذي يتعرض الى هكذا ضغط عليه ان يعرف شيئاً انه لابد ان يمارس حقا سيفتخر به غداً  عندما يقول انا اخترت بملء ارادتي ، فإن أي التزام خلاف ذلك فهو التزام باطل.



ثانياً : إن هؤلاء الذين جاؤوا الى الترشيح لابد ان لكل منهم ماضيا، ويكون معروفاً بخلفية معينة .. ماضي الانسان مهم جداً في الاطمئنان للقادم من سلوكه.. عندما ارى ان هناك انسانا بحسب ماضيه عنده حرص على استثمار الوقت في خدمة البلد، ولا يستسلم للجمود، وانما يبقى يحرك العجلة ما دام هناك عمل ينتظره.. وانما هو حريص فعلاً على استثمار هذا الوقت بشكل جيد.. وان يكون متفانياً في خدمة بلده والتفاني له علامات ان الانسان ليل نهار يفكر من اجل البلد يحمل همومه، ولا يكون مقرّباً لعشيرته واقربائه واصدقائه على حساب غيره..



نحن عندما نتعنصر .. لمدينتنا ولعشيرتنا ولأقربائنا،  هذا خطأ كبير وفاحش!



اخواني بعض المسؤولين يحاول ان يعطي اخاه او اقرباءه مسؤولية ..فلو اساء لا يجرؤ على محاسبته لأنه ستكون مشكلة عائلية، الانسان لا يكون ضيّق النظر  هذا المنصب امانة في عنقك بالأصوات التي أوصلتك، والاصوات لا تقول لك جئ بقريبك او ابن عمك .. الاصوات التي جاءت تقول لك نحن لا زلنا ننتظر اين التفاني في خدمة البلد؟ لابد ان نكون نحن جديين في قضية الاختيار.. استشر من تثق به بحيث يعطيك المشورة.. وهذا المشروع مشروع مهم من اجل ان نغيّر



لابد ان نحسن الاختيار، فإنه يقلل من المشاكل وهو لا يأتي الا بالجدّية والفحص الدقيق.. انا امارس خياري بإرادتي .. هذه مهمة مقدّسة ونبيلة وفيها امانة، والامانة من الامور التي لا تُعطى لكل احد وانما هذه الامانة تُعطى لمن له ماض وخبرة وله مشاركات واضحة في الحفاظ على المصالح التي اريد ان اجعلها في رقبته..



هناك شخصيات مهمة تحافظ على مصلحة البلد اذا حدثت هناك مشكلة يحاول ان يطفئ هذه المشكلة، واذا حدث هناك تشنّج.. عنده هذه الابوة التي يمارسها وفق الدستور والصلاحيات في سبيل ان لا يوسع شرخاً بل يحاول ان يلملم ويضمّد الجراح.. الناس تحتاج شخصيات بهذا المستوى وهؤلاء موجودون..



نعم نحتاج دقة في الاختيار والتشخيص وان شاء الله تكون خياراتنا ونأمل من الله تعالى ان تكون خياراتنا بمستوى المسؤولية والذين نختارهم ان شاء الله سيكونون بمستوى تحمل هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم..



 الأمر الثاني :



فيما يتعلق بأخلاقية المهنة ومقصودي من اخلاقية المهنة اخواني نحن بخلاء في الاخلاق، مثلا ً الموظف في الدائرة فالوقت ليس لك شخصياً بل هو حق الناس وحق الدولة .. اذا فرّطت فيه تكون خائنا للوقت، فاذا انت تأتي في التاسعة ولم تتناول الافطار في البيت وقد تكون عندك مشكلة ولا تجعل احدا يدخل اليك الا ان تستقر ويستقر مزاجك،اقول حذاري، لا تنزلق الى  هاوية انعدام اخلاق المهنة .



 اخلاقك هي التي تعطيك المهنة، وقد تكون انت غداً تحتاج ان تراجع الدوائر ..



نرجو من الاخوة ان يراجعوا انفسهم عندما يمارسون هذا العمل رفقاً بالمراجعين، والناس التي تفد اليك لتنجز هذه المهمة .. ليس ذنب الاخرين ان مزاجك غير جيد.. انت لابد ان تترك المشاكل الخاصة بك وعند وقت الدوام تنزع كل المشاكل، وتفرّغ نفسك لخدمة الناس، فانت تأخذ أجرا مقابل هذا وستكون سارقاً للمال اذا لم تفِ بهذا الوقت عرفاً وشرعاً وقانوناً



وايضاً الكلام للدوائر المعنية الرجاء ان هؤلاء الموظفين يدخلون دائماً في دورات للتلقين  في كيفية السلوك.. اذ لابد ان اعرف الوظيفة وتعلّمني ماذا سأفعل في هذه الدائرة من المبدأ الى المنتهى.. فهذا على عهدة الدوائر المعنية ..ويا حبذا لو يلتفت لذلك، لأن هناك مشاكل كثيرة يقع فيها الانسان الذي ليس عنده احد تجده يدخل الى الدائرة يستلمه هذا بالصياح وذاك بالزعيق وهو لا حول ولا قوة الا ان يدعو الله تعالى ان يقضي حاجته حتى لا يرى هذه النماذج امامه.. مساعدة الناس والخلق الطيب هذا امر مستحسن وغاية في النُبل ..